كان التواصل ولازال إحدى الركائز والدعامات الاساسية التي يقوم عليها التدبير الناجح والفعال للشأن العام، ومنذ أن انقطعت أواصر اللقاء والتواصل بين ساكنة منطقتنا، جراء التغيرات التي مست المؤسسات التقليدية، دخلنا في نفق مسدود لم يعد فيه الشأن العام والقضايا المشتركة تحضى بما تستحق من الاهتمام وما تتطلبه من التعبئة والانخراط الجماعي الذي يعد السبيل الوحيد للتقدم والتنمية.
وفي ظل نزيف الهجرة الذي حرم منطقتنا من خيرة طاقاتها ومواردها البشرية، يظل التواصل الرقمي إحدى البدائل الممكنة والمتاحة أمامنا لمد جسور التواصل وتجديد آليات الاشتغال والتفكير الجماعي في قضايا شأننا المحلي ـــ التي لن ينهض بها أحد سوانا ـــ وقد بادرت منذ أن توليت مسؤولية قيادة المجلس الجماعي الحالي إلى افتتاح صفحة شخصية على الفيسبوك من أجل ايصال المعلومة للساكنة وفتح قنوات النقاش والتفاعل، كما بدلنا ما استطعنا من مجهودات من أجل إخراج هذا الموقع الالكتروني للوجود رغم الكثير من الصعوبات والتحديات التي رافقت المشروع منذ أن كان فكرة إلى أن خرج إلى حيز الوجود.
ورغم قناعتنا بالصعوبات التي ترافق أي مشروع إلكتروني بهذا الطموح إلا أننا أردنا أن يكون هذا الموقع فضاء متكاملا لتقاسم المعلومة مع المواطن وتيسير ولوجه لحقه في الحصول على المعلومات المرتبطة بشأننا العام، ومساحة للنقاش والتفاعل وتسليط الأضواء على كل قضايا الشأن المحلي، هذا فضلا عن إغنائه بكل المعلومات والمضامين التي تبرز تاريخ منطقتنا وثقافتها ومؤهلاتها الغنية والمتنوعة.
أملنا أن نكون قد وضعنا لبنة أخرى من لبنات تجديد أساليب تدبير الشأن المحلي بأنزي، وأملنا أن يسهم الجمعيع في جعل هذا الموقع فضاء للقاء والتواصل بين كل مكونات النسيج الاجتماعي لمنطقة أنزي في جو من الحوار والنقاش الهادئ والرزين واحترام جميع الاراء التي نأمل أن يكون تلاقحها وتفاعلها نبراسا ينير دروب التنمية لمنطقتنا العزيزة.