يتميز مجال أدرار- أنــزي بتعدد مؤهلاته الإقتصادية،الطبيعية، الثقافية، السياحية و البشرية تؤهله لتشكيل قطب اقتصادي وسياحي مهم بالجهة٫ بالنظر لما يزخر به من خيرات وموارد كفيلة بتوفير قاعدة صلبة لانطلاق تنموية توفر العيش الكريم لساكنته التي هجرت أفواجا.
أ ـ الموقع الاستراتيجي : : يقع مجال أدرار دائرة أنــزي ـ بحدوده التاريخية وعمقه الاجتماعي والبشري التي تمتد من منطقة أيت أحمد على مشارف منطقة اشتوكة شمالا إلى منطقة إمجاض المتاخمة للصحراء جنوبا ـ في موقع جغرافي استراتيجي هام ، حيث يفصل بين شمال المغرب وجنوبه ويكاد يشكل حلقة الوصل بين صحراء المغرب وشماله ، ورغم أهمية هذا الموقع فإن كل المشاريع والسياسات لم تلتفت إلى هذا الجانب وتم تهميش هذا المحورـ نقصد هنا المحور الطرقي الذي ينطلق من منطقة اشتوكة عبر أيت ميلك مرورا بمنطقة أيت أحمد إلى أنزي ثم منطقة أيت إسافن أو تيغمي وصولا إلى إمجاض ومنها إلى تخوم الصحراء المغربية عبر جهة كلميم ـ ليظل مجالا مظلما وحلقة مفقودة ضمن حلقات تمتين الروابط والمسالك بين شمال المغرب وجنوبه
ب– مؤهلات طبيعية : يتشكل مجال أدرار من نسيج طبيعي يتشكل في مجمله من مرتفعات جبلية تتخللها أنهار تشكل شبكة هيدروغرافية تغذي المنطقة بالمياه ـ خزانات،ابار، برك صغيرة ، كما تحتضن المنطقة منخفضات سهلية تشكل مجالا فلاحيا يستغل في زراعة معاشية تتركز على زراعة الحبوب ـ الشعير بشكل رئيسي . ومن جهة أخرى تغطي غابة متنوعة في أشجارها ـ أركان بنسبة كبيرة ، اللوز الخروب ، الصبار، النخيل، الزيتون وكذا في ثروتها الحيواينة ـ غزلان ، أرنب بري، حجل، خنزير بري ، ثعلب ، ذئب ..
ويتجلى من خلال هذه الاطلالة الموجزة على المجال الطبيعي لأدرار٫ أنه يشكل مقوما رئيسيا من مقومات التنمية المنشودة حيث يمكن استغلال ثرواثه في شتى المجالات٫ وفي مقدمتها النشاط الاقتصادي بمختلف مناحيه. بيد ان الاستغلال المفرط والمتعارض مع أنظمة حماية البيئة المتعارف عليها يضاعف من تفاقم المشاكل التي تنخر البيئة الطبيعية للمنطقة، كما أن التأخر في انعاش الموارد الطبيعية من خلال حماية النسيج الغابوي وتجديده بعمليات التشجير سيؤدي حتما إلى ضياع هذه الثروة وتفقد معه المنطقة رصيدا اخر ومقوما رئيسيا من مقومات نهضتها وهو ما سيفاقم افة الهجرة القروية وغيرها من الأزمات الاجتماعية.