يتميز مجال أنزي بتعدد موارده وغنى ثرواته الإقتصادية. فبالإضافة للموارد الطبيعية الغنية والمتنوعة، تقطن بهذه المنطقة ساكنة نشيطة راكمت خبرات ومهارات عدة منذ القدم في مجالات الفلاحة والصناعة التقليدية والتجارة، مما أهلها للاستقلال عن محيطها منذ القدم، وهذا ما يفسر كذلك في حاضرنا انغلاق المنطقة عن محيطها وتوجسها من كل البرامج والمشاريع الحكومية، مما أثر بشكل سلبي على وتيرة تنمية المنطقة وتحديثها.
وتشتغل الساكنة المحلية في عدة مجالات يهيمن عليها، وفق الإحصائيات الرسمية ـ إحصاء 2004 ـ قطاع الصناعة التقليدية والتجارة حيث يشغل القطاع الأول حوالي 23,7 % بينما يشغل القطاع التجاري 23,1% من السكان النشيطين في وضعية عمل, وتشغل الفلاحة 15,5بالمئة من الساكنة النشيطة في وضعية عمل,أما قطاع البناء فيشغل ما قدره 11,7% من الساكنة النشيطة.
1 – الصناعة التقليدية :
1-1 ـ أنزي مجال لسلاسل حرفية متعددة :
يحتضن مجال أنزي منذ أقدم العصور عددا من السلاسل الإنتاجية في قطاع الصناعة التقليدية، حيث تشكل قرى المنطقة وحدات إنتاجية متكاملة تحتضن عشرات الصناع والصانعات في مجالات الصياغة الفضية والفخار والذباغة والجلد، إضافة إلى الحدادة التقليدية والنسيج والخياطة والتطريز.
وقد تراجعت أعداد الحرفيين والحرفيات في عدد من الحرف، وبالأخص الحرف التي كانت مقصورة على النساء، من قبيل النسيج والخياطة التقليدية والتطريز…كما تراجعت الحدادة التقليدية التي كانت ورشاتها مزدهرة تغدي الأسواق المحلية بحاجياتها من الأدوات المتنوعة والآواني، كما كانت تصنع الأسلحة النارية والبارود إبان فترات الحروب القبلية التي عرفتها المنطقة طيلة قرون، وشكل هذا القطاع ميدانا للابتكار والإبداع مقارنة بالسلاسل الأخرى التي تعرف جمودا في هذ الجانب.
جدول يبيبن أبرز السلاسل الإنتاجية وأعداد الحرفيين العاملين بها بإقليم تيزنيت
Type de production |
Nombre d’artisans |
% |
Bijouterie |
900 |
29 |
Couture |
600 |
18 |
menuiserie |
600 |
18 |
Cuir (teinture- confection) |
440 |
14 |
Productions diverses |
300 |
9 |
Travaux manuels |
150 |
5 |
Poterie |
80 |
2 |
Plâtre |
80 |
2 |
Forge artisanale |
70 |
2 |
Production de nattes |
30 |
1 |
TOTAL |
3250 |
100 % |
إحصائيات مندوبية الصناعة التقليدية بتزنيت ــ سنة 2004
1-2 ـ سلسلة الجلد :
تستقر سلسلة الجلد بالدواوير الكائنة شرق مركز أنزي، حيث تختص الدواوير المتواجدة بضفاف وادي بوسيرك القريبة من سوق أنزي في الذباغة وإعداد الجلود ــ المعز، الغنم، البقر ــالتي توجه نحو القرى المجاورة التي توزع الأدوار فيما بينها على شكل سلسلة إنتاجية تنتهي في قرية إلماتن حيث تنتج البلغة الجلدية الصفراء ) للذكور( والحمراء للإناث(
وتنقسم هذه السلسة إلى مجالين رئيسيين :
أ – الذباغة : وتتركز بالدواوير الآتية : تيلين ـ أيت مبارك ومسعود ـ أيت حساين ودوار إكجيمن ـ حيث استفاد السكان قديما من قربهم من السوق الأسبوعي بأنزي، ووجود وادي بوسيرك الذي يعرف جريانا شبه دائم في الفصول المطيرة، كما تتركز بضفافه فرشة مائية مهمة توفر المياه لورشات الصناع بالدواوير السالفة.
ويشتغل الحرفيون في ورشات عائلية خاصة توظف فيها مجموعة من التقنيات والمهارات والخبرات المتوارثة من جيل إلى جيل لتنقية الجلد وتحويله من مادة أولية إلى جلود توجه للسوق المحلية. ويعتمد الحرفيون على مواد أولية محلية لتنقية الجلد كالجير وبعض الأعشاب الطبيعية المحلية.
ب – صناعة البلغة الجلدية المحلية ـ إدوكان : وتتركز هذه الحرفة بمجموعة من الدواوير التي توزع الأدوار فيما بينها وتتبادل المادة الأولية في سوق الأحد ـ أنزي ــ كما توجه إليه منتوجاتها قصد التسويق, وهذه الدواوير هي : إنعيمن، إمي نيلف، أيت دامحمد، أكرض إدق، تيغيورت، إمي نتكانت، أيت بوجمع، تكاديرت، إلماتن.
ويعمل الحرفيون والحرفيات في ورشات عائلية داخل البيوت ــ غالبا ما تحاط بالسرية والكتمان لاعتبارات ثقافية ـ على تقطيع الجلد وخياطته وزخرفته بخيوط حريرية ــ الصبرا ــ قبل توجيهه نحو السوق ــ غالبا م يعمل الحرفيون بطلب من حرفيين آخرين ــ لتصل إلى المرحلة الأخيرة التي تتمثل في تركيب ــ مونتاج ــ الحذاء بإضافة مواد مختلفة.
أ – الصياغة : تشتهربها مجموعة من الدواويرـ إمي أكني ، إنعيمن ـ أيت إسافن ـ إدا أوسملال …و تتميز بتعدد منتوجاتها و أشكالها ( تازرزيت ، تيفيلت ، الدبليج ، الخواتم …) وموادها الأولية ( الفضة ، الذهب ، معادن أخرى ). و تشكل هذه الصناعة تراثا حضاريا و ثقافيا متميزا يتيح فرصا كبرى لاستثماره في مجالات عدة كالسياحة و التشغيل …
ب ـ الدباغـة : تمارس على نطاق واسع في دواوير متعددة ( دار الأربعاء ، تلين ،ايت مبارك امسعود، إلماتن و تيغمي ) وتخضع لتقسيم اعتباطي للعمل فيما بين القرى ، حيث يتخصص بعضها في تنظيف الجلد و تلوينه و إعداده لمرحلة لاحقة . بينما تتخصص مناطق أخرى في تحويل هذه المادة الأولية إلى منتوجات تقليدية محلية توظف في مختلف مناحي الحياة ( المطبخ ، الملابس ، الموسيقى ) و يوجه الفائض منها إلى الأسواق المحلية .
ج ـ الخزف : و تتمركز صناعته في مناطق و دواوير عدة منها أفا أزور ، أكني أوموحال ويعتمد على الطين المحلي كمادة أولية . و تتنوع المنتوجات شكلا و لونا وجودة و توجه بدورها إلى الأسوق الأسبوعية المحلية والجهوية و ظهرت مؤخرا محلات – بازارات – ذات طابع سياحي تستغل المنتوج لاستقطاب السياح العابرين باتجاه المناطق الجبلية المجاورة. ويعتبر هذه الصناعة منتوجا سياحيا هاما يلقى إقبالا مهما سواء لدى الأجانب أو الساكنة المحلية كما أن عددا من المقيمين بالخارج يساهمون في ترويجه خارج الوطن . ولا شك أن استثماره في التعريف بالمنطقة سيشكل قيمة مضافة و دافعا قويا لعجلة تجارته و تسويقه إلى أبعد الحدود مما سينعكس إيجابا على الساكنة المحلية .
د ـ حرف أخرى : إضافة إلى ما سبق ، تمارس الساكنة المحلية بالمنطقة حرفا تقليدية أخرى ترتبط بمتطلبات الحياة اليومية في القرية منها ما هو مرتبط بأدوات الفلاحة كالمحراث و المنجل…و منها ما هو مرتبط بالملابس و الأفرشة ـ النسيج ـ غير أن هذه الحرف تعرضت للإندثار بفعل المنافسة التي فرضها السوق و اتساع الإعتماد على المصنوعات العصرية .